المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
- ندوات وورش عمل . -تبادل الوفود والزيارات . - تقديم كافة الأنشطة التي تساعد فى التعرف بالدول الأخرى والتي من شأنها تقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية -التنظيم والمشاركة فى المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية داخل وخارج جمهورية مصر العربية -تبنى مشروعات جمع وتوثيق ونشر التراث الثقافى. -إنشاء مركز دولى للترجمة ونشاطه هو أنشاء قاعدة بيانات للمترجمين والمراجعين اللغوين والترجمات من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والعكس . - إدارة وتشغيل المشروعات التعليمية والأكاديمية والفنية من خلال التعاون مع الهيئات والمؤسسات. -تعليم اللغة العربية والروسية وإدارة المشروعات التعليمية بأسعار رمزية بالتعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات ذات الصلة بالبلدين . -ترجمة ونشر الكتب والمجلات العلمية والثقافية وإصدارها .
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم

الأخبار

“في ذكرى رحيل الأستاذ الدكتور محمد عباس”

“في ذكرى رحيل الأستاذ الدكتور محمد عباس”

كتب : محمد هشام

لا أعلم كيف تكون بداية مثل المقالات ولا كيف يمكن رثاء من مروا علينا وقد تركوا عظيم الأثر ولا زال القلب يعتصر ألما وأسى بفقدانهم؟

فكرت كثيراً في الأمر، يكون الرثاء لمن اقتنع قلبه وعقله بإمكانية العيش والاستمرار بشكل كامل دون وجود الشخص المَرثيّ .. أو لمن تمكن من تجاوز مرحلة الحزن ويعيش حياته غير متأثرٍ بما حدث ..

"في ذكرى رحيل الأستاذ"

أستاذنا الدكتور محمد عباس، أستاذ الأدب الروسي والنقد ووكيل كلية الألسن الأسبق، واليوم مرّ عامٌ كاملٌ من غيابه ووفاته، وقلوبنا لا تعتصر اللهم الأسى والحزن والإحساس بالفقد والخسارة ..

"يا عم مش حاضر غير محاضرة د. عباس"

تمر على مسامعي هذه الجملة وقد سمعتها كثيراً في أرجاء كليتِنا، وفي طابق اللغة الروسية، وفي غُرفات وأفنية المدينة الجامعية. إذ كان من لا يحب اللغة، ولا زال في مرحلة التعرف عليها كان يجد المنفذ والطريق إليها في حضرة د. محمد عباس، وحديثٌ عابرٌ خفيف وبهيّ عن أدب اللغة وثقافتها بشكلٍ واقعيّ قريب إلى القلب وبعيد عن منهجيات الأكاديميا المجحفة لأصل الفهم والمعرفة البسيطة.

"طيب معلش مشغول جدا ولازم أنتهي من أكثر من عمل وإن شاء الله خير"

جملة أعلاه ألقمنيها أستاذنا الدكتور عندما طلبت منه أن يتفضل على الإشراف على أطروحة الماجستير، وقد كانت أول إحساس لي بالخذلان وضياع أملٍ لديّ مهم، وهو أن أكون في كنفِه، ومن المترددين على مكتبه، وممن يستزيدون بفيض علمه وتأطيراته لعلوم ومناهج وأعلام الأدب والحضارة الأوروبية، وكان يوما مشهودا بالنسبة لي عندما وافق أن يكون مشرفاً، وجاءت بعدها سنوات كانت بمثابة عمرٍ استثنائي منفرد عن الأعوام سابقاتها وما تلت.

"كان جوركي يقول: اقرأ كل ما يقع في يديك"

سمعتها منه كثيراً، ولا أنسى أول مرة عندما هممنا بالدخول إلى مكتبه في صباح أحد الأيام، وقد وجد قصاصةً أسفل باب مكتبه، ورأيته يقرأها ويتمعن فيها، وقد تذكر شيئاً، وأخذ يبحث عنه في أكثر من مُؤَلفٍ سواء كان مما يتناثر على أرجاء مكتبه أو مما يقبع بمكتبته التي تزدحم بإنتاجات السوفيت والروس. إذ كانت كل تفصيلة في مكتبه تشهد على حضورٍ ثقافيّ روسيّ أصيل.

لقطات كثيرة، وعبارات وجمل تزدحم في رأسي وتتظاهر في مخيلتي، كُلٌ منها يتسابق إلى الخروج لتشهد للأستاذ، ولترد له جميله ولتحفى بصنيعه ولتعلن للجميع -ولي- كيف هي خسارتكم عندما فرطتم في أية أوقات كانت الفرصة فيها سانحة للجلوس أمامه وفي حضرته والنيل من معين المعرفة والأدب والأخلاق ورسالة المخلص.

أما أنا فأقول، تركت فينا ما لا يُسلَب بسهولة، وأورثتنا ما يصبرنا ولو قليلا على فراقك، وعلمتنا ما يكفينا لسنين طوال، أما بخصوص الذكرى، فلازال القلب يعتصر ألماً، وتأتي كثيرا على البال وصراحة، حينها لا أمتلك إلا أن أبكي لأنني لا أجد ما يعزيني لأنك لست حاضرا بشكل كامل، ويأبى كثيرا قلبي أن ينافق عقلي، لأنه يشعر بالنقصان ومرارة الفقد، فقد كنت لديّ أكثر مما كنت عليه لدى الآخرين مما يشهد على عظمتك.

إلى أكرم جوار يا أستاذ فلا تستحقن إلا غيره!

اضف تعليق