أصدرت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم"، و"دار نشر أنباء روسيا" كتابا جديدا عن رحلة العائلة المقدسة ، في إخراجٍ فخم، وطباعة مميزة، تشكل إضافةً للمكتبة الوطنية الحضارية والعقيدية المصرية، التى تمتد أصولها إلى أبعد من خمسة آلاف عام، شهدت فيه أرضنا الطيبة، فجر تاريخ الإنسانية، وبلغت قمة ازدهارها ونضجها، وعاصرت إشراق الأديان السماوية كافة، قبل أن تدلف إلى اللحظات التاريخية الراهنة.
أعد مادة الكتاب الجديد، الذي يأتي في خمسمائة صفحة من القطع الكبير، د. "إسحق ابراهيم عجبان"، الأمين العام، ورئيس قسم التاريخ بمعهد الدراسات القبطية، ووثق ماتضمنه علميًا، استنادًا إلى عدد كبير من البرديات والمخطوطات والمصادر الساسية فى تاريخ الكنيسة المصرية، كـ"السنكار، والدفنار، والميامر، والمخطوطات، وتواريخ البطاركة والكنائس والديرة، فضلاً عن مئات المراجع باللغة العربية واللغات الأجنبية. وقد حظى هذا الكتاب النادر، بتقديم من قداسة "البابا تواضرس الثانى"، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكر فيه: أن هذا البحث "يُعتبر إضافةً هامةً للدراسات والأبحاث (التى تناولت تفاصيل الرحلة المباركة)، جامعاً لها، ومكملاً لجوانبها المتعددة. دراسة تاريخية مع التحليل والتحقيق والتوثيق، اعتمد فيها (المؤلف)، على المصادر القديمة والحديثة، بلغات متعددة، وخاصىةً على المصادر التاريخية الكنسية". واعتبر قداسة البابا أن هذا البحث يُمثل "إسهاماً من الكنيسة القبطية فى الأبحاث والدراسات التى تقدمها بلادنا مصر لهيئة اليونسكو (UNESCO)، "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"، لإدراج مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر، ضمن قائمة المواقع المعتمدة ضمن التراث العالمى". لمدة تقرب من الأربع سنوات، حلَّت العائلة المقدسة فى مصرفى رحلةٍ مباركةٍ، هرباً من تآمر الأشرار والأشقياء، ومن ملاحقات "هيرودس الملك"، وأذاه. وقد سعى الكتاب بطريقة علمية منهجية، إلى تدقيق الظروف التاريخية والاجتماعية، والاقتصادية والجغرافية، التى واكبت هذه الرحلة إلى مصر، فى محاولة مُعمَّقة للإجابة على أسئلة عديدة، منها: "أسباب الهروب، ولماذا الهروب إلى مصر بالتحديد؟، وماهى المدة الزمنية للرحلة؟، وما هو المسار الذى سلكته العائلة المقدسة فى مصر؟، ... إلخ".
ويتضمن الكتاب العديد من الجداول الهامة، والخرائط التاريخية، والرسوم التوضيحية، كما اشتمل عرضاً لوقائع الرحلة فى التراث والثقافة العربية، وكذا فى أرشيف الصحافة المصرية، وفى الأمثال الشعبية، وفى كتابات الرحَّلة الأجانب باختلاف جنسياتهم، كما أنه عامر بعشرات الصور النادرة والجداول الُدققة، والأشكال واللوحات، والوثائق والمخطوطات، وبالعديد من الملاحق، وبما يجعله، بحقٍ، واحداً من أكمل الأسفار التى استهدفت تقديم تغطيةً شاملةً للموضوع. وتتضمن هذه الدراسة، بالغة الأهمية، إطلالات على موضوع البحث من كافة الزوايا: الدينية، والتاريخية، والأثرية، والثقافية، والفنية والعلمية، والسياحية، التىتؤهله ـ عن جداره ـ لاحتلال مكانة لائقة على رفوف مكتبة كل مثقف ومهتم، ومؤسسة ومدرسة، ومعهد وجامعة. تريد لأبناء هذا الوطن أن يعرفوا جانباً لا غنى عنه من تاريخ وطنهم وشعبه. كما تضم تسعة فصول تغطى، بشكلٍ ضافٍ، كافة جوانب القضية، وهى: (1) رحلة العائلة المقدسة حقيقة كتابية وتاريخية وأثرية، (2) لماذا الهروب؟، ولماذا مصر؟، (3) المصادر التاريخية ل رحلة العائلة المقدسة ، (4) رحلة العائلة المقدسة فى المصادر الليتورجية والطقوس الكنسية، (5) مسار العائلة المقدسة من خلال المصادر القديمة والحديثة، (6) مدة الرحلة والمسافات بين المدن، (7) أضواء على الشخصيات الواردة ب رحلة العائلة المقدسة ، (8) أحوال مصر أثناء فترة رحلة العائلة المقدسة ، وأخيراً (9) دراسة تاريخية وجغرافية للبلاد الواقعة بمسار رحلة العائلة المقدسة ، إضافةً إلى مجموعة من الملاحق النادرة لاغنى لأى مثقف أو رجل فكر أو سياسة أو دين عن ودراسة مضامينها، والاطلاع عليها. ومن المقرر أن طبعة الكتاب العربية، سيتلوها طبعات بلغات أجنبية عديدة أخرى، منها الروسية ، والانجليزية، والفرنسية وغيرها. وأكد وزير الآثار الدكتور خالد العناني، حرص الوزارة على تسجيل رحلة مسار العائلة المقدسة ماديا ومعنويا لدى اليونسكو.