يعود لبطرس الأكبر الفضل فى تحول روسيا القيصرية إلى الإمبراطورية الروسية .
بذل " بطرس الأكبر " خلال فترة حكمه جهدا ضخما لإخراج البلاد من أوضاعها المتردية ، وتسريع عملية النمو والتطور والانفتاح على العالم .. فأرسل بعثات واستقدم علماء وخبراء مستنهضا همم شعبه .
إرتحل " بطرس الأكبر " مبكرا لأوروبا فى بعثة كبرى ـ لم يتجاوز عندها الخامسة والعشرين من عمره ـ متخفيا فى صفة خادم ، حيث طاف ممالك أوروبا لإكتساب المعارف ، وكانت عايته استلهام تجارب الغرب فى تكوين الجيوش وبناء المدن والصناعات .
أنشأ " بطرس الأكبر " مدينة " سانت بطرسبورج " واتخذها مقرا للحكم ولجأ لتقوية جيشه ففرض التنيد الإجبارى وأنشأ له الصناعات الحربية لإمداده بالسفن والعتاد .
وقف " بطرس الأكبر " وقفة جرئية لإصلاح الكنيسة ، إذا إتهم رجالها بالكسل والبطالة ، ووضع قيوداً على أملاكهم وقلص سلطاتهم .
رأى أن حال الأمة لا بنصلح إلا بصلاح تعليمها ، فأرسل البعثات للخارج ـ منها ما أرسله لبلادنا ـ وأمر بدعم ترجمات كتب العلوم ، والإنسانيات ، وأوجب التعليم وحرم الجهلة من الميراث ، فلعب دورا كبيرا فى تغيير مجرى تاريخ روسيا وجعلها ترتقى إلى مصاف الدول الكبرى .
وقد كتب عنه الشاعر المعروف " بوشكين " : " روسيا الغضة تصلب عودها بعبقرية بطري " ، وكتب عنه المؤرخ " سولوفييت " : " كان ثوريا على عرش ، قاد شعبنا الضعيف الفقير إلى مسرح التاريخ من بوابة الحضارة".
" حياة بطرس الأكبر لفيكتور بوجانوف " هو الكتاب الثانى التى تصدره المؤسسة حول بطرس الأكبر وسبقة كتاب " الروض الأهر فى تاريخ بطرس الأكبر للفيلسوف " فولتير " وكان قد ترجمه الشيخ " أحمد بن محمد عبيد الطهطاوى " أيام " محمد على وبتكليف منه بعج أن لفت انتباهه إصلاحات " بطرس الأكبر " فى بناء روسيا ليستلهم منه إصلاحاته فى مصر .
محطات كثيرة فى حياة المصلح الكبير " بطرس الأكبر " ساهمت فى ذلك .. فهل لنا أن نقرأ هذه التجربة المتميزة هذا الكتاب .. لعلها تنفع حينما تسلك طرقاً للإصلاح بمجتعاتنا لا يكاد يبين أولها من آخرها .