المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
- ندوات وورش عمل . -تبادل الوفود والزيارات . - تقديم كافة الأنشطة التي تساعد فى التعرف بالدول الأخرى والتي من شأنها تقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية -التنظيم والمشاركة فى المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية داخل وخارج جمهورية مصر العربية -تبنى مشروعات جمع وتوثيق ونشر التراث الثقافى. -إنشاء مركز دولى للترجمة ونشاطه هو أنشاء قاعدة بيانات للمترجمين والمراجعين اللغوين والترجمات من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والعكس . - إدارة وتشغيل المشروعات التعليمية والأكاديمية والفنية من خلال التعاون مع الهيئات والمؤسسات. -تعليم اللغة العربية والروسية وإدارة المشروعات التعليمية بأسعار رمزية بالتعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات ذات الصلة بالبلدين . -ترجمة ونشر الكتب والمجلات العلمية والثقافية وإصدارها . - بيع الكتب والمجلات والإصدارات والتقارير الدورية الورقية والالكترونية والمحتويات الالكترونية المسموعة والمرئية. - الإصدار والطباعة والنشر الالكتروني للناشرات والمجلات في مجال عمل المؤسسة. - الإعلان عن المنح الدراسية في الجامعات الروسية وغيرها من الجامعات والمعاهد داخل وخارج جمهورية مصر العربية التي تقدم للطلاب من خلال المؤسسة بالتعاون مع الهيئات والجامعات والمعاهد والمؤسسات داخل وخارج جمهورية مصرالعربية. -تقديم كافة الخدمات والإجراءات للطلاب بأسعار رمزية المطلوبة للمنح الدراسية التي تقدم للطلاب في الجامعات الروسية وغيرها من الجامعات والمعاهد والمؤسسات داخل وخارج جمهورية مصر العربية وذلك بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات ومكاتب الترجمة المعتمدة وغيرها من الهيئات والمؤسسات. - إقامة الدورات التدريبية والورش التعليمية المختلفة بالتعاون مع الجامعات والمعاهد والهيئات والمؤسسات. - تقديم خدمات الترجمة المعتمدة لجميع اللغات بالتعاون مع مكاتب الترجمة المعتمدة .
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم

الأخبار

"السرور" قصة قصيرة مُتَرْجَمة لأنطون تشييخف

ترجمة/ محمد هشام

"السرور" قصة قصيرة مُتَرْجَمة لأنطون تشييخف

عن هذه المتلازمة التي يُصاب بها كثيرون ، هذا المرض الذي أصبح قريناً للإبداع والأدب والفَن؛ فالكل لا يريد من الحياة اللهم أن يعرفه الناس بأي شكل .. أن يكون دوماً بينه وبين الناس أسوار وحواجز .. أن يكون قابعاً داخل صندوقاً زجاجياً فيقترب الناس منه مهما يقتربون ولكنهم لا يستطيعون لمسه والتواصل معه .. أن يكون الاقتراب منه والحديث معه غاية بعيدة المنال لا تُدْرَك .. ليقذفه الناس دوماً بالنظرات ويحملقون في هيئته وهندامه ومشيته وحركات جسده؛ إنه مرض الشهرة!! وفي إحدي القصص القصيرة لأديب إيطاليا ألبرتو مورافيا – 1907 -1990: - تحدثت ممثلة شهيرة مع أحد الشباب عن الشهرة على أنها تعني الوحدة وهي بالنسبة لها كزجاج الفاترينة وكبلور نافذة العرض في أحد المحال التجارية، فقال لها الشاب: وماذا يهُم؟! ألستِ مشهورة؟

واستطرد الشاب: إنها أجمل شئ في الوجود! إنني على استعداد للقيام بأي شئ  .. في سبيل أن أكون شهيراً! حتى لو ارتكاب جريمة قتل..

وفي عام 1883 تحدث أديب روسيا أنطون تشييخف -1860-1904- حول هذه القضية في قصته الرائعة "السرور" التي قمنا بترجمتها، ونقوم بنقلها إليكم في السطور التالية:

كانت الساعة الثانية عشرة ليلاً ..

هرع ميتيا كولداراف المضطرب منبوش الشعر إلي شقة والديه، وأخذ يتجول بسرعة في جميع الغُرَف. وكان الوالدان قد أويا إلي الفراش. واستلقت أخته على سريرها تقرأ الصفحة الأخيرة من الرواية. أما إخوته طلبة الثانوية فكانوا خالدين في النوم.

اندهش الوالدان: من أين جئت؟ ماذا بك؟!

أوه! لا تسألا! لم أكن أتوقع! كلا، لم أكن أتوقع! هذا من المستحيل!

وضحك ميتيا بصوتٍ عال، وجلس علي الكرسي؛ حيث لم يتمكن من الوقوف علي قدميه من فرط سعادته.

هذا مستحيل، لا يمكن أن تتخيلوا، انظروا!

قفزت أخته من الفراش، وألقت الغطاء على كتفها واقتربت من أخيها، واستيقظ التلاميذ.

ماذا بك؟ وجهك شاحب!

إنه أنا! من جراء الفرحة يا أمي! فالآن روسيا كلها تعرفني! كلها! كنتم وحدكم فقط تعرفون أنه يوجد في هذا العالم المُسَجِل الاعتباري ديمتري كولداراف، أما الآن فروسيا كلها تعرف ذلك! يا ماما! يا إلهي!

قفز ميتيا، وأخذ يركض حول حجرات المنزل وجلس مرة أخري.

وماذا حدث؟ تحدث بوضوح!

إنكم تعيشون كالوحوش البرية، لا تقرؤون الصحف، لا تبدون أي اهتمام بالدعاية فيها، مع أنه في الصحف الكثير من الأشياء الرائعة! فإذا حدث شئ يُعْرَف على الفور، لا يُخْفَي شئ، كم أنا سعيد!

يا إلهي! فالصحف تكتب فقط عن المشاهير، أما هُنا فقد كتبوا عني.

ماذا أنت؟ أين؟!

امتقع وجه الأب، وحدقت الأم في الصورة، وصَلَبَت، ووثب التلاميذ؛ مرتدين ثياب النوم القصيرة، واقتربوا من أخيهم الأكبر.

نعم سيدي! كتبوا عني! الآن روسيا كلها تعرفني!

احتفظي بهذا العدد للذكرى يا ماما! سنقرأه دائماً. انظروا!

أخرج ميتيا عدد الجريدة من جيبه، أعطاه لأبيه وأشار بإصبعه علي المكان المُحاط بالقلم الأزرق.

اقرأ!

ارتدي الأب النظارة.

هيا اقرأ!

حدقت الأم في الصورة وصَلًبَت. سعل الأب وأخذ يقرأ:

"في التاسع والعشرين من ديسمبر، أمس في الحادية عشر، المسجل الاعتباري ديمتري كولداراف ..

... كان المسجل الاعتباري ديمتري كولداراف في حالة سُكْر أثناء خروجه من الحانة الموجودة بشارع مالايا برونايا في منزل كازيخين ..

-هذا أنا مع سيمون بتروفيتش .. كل شئ مُدرَج بالتفصيل .. أكمِل .. وبعد .. اسمعوا!

- كان في حالة سُكر، انزلق، وسقط تحت حصان حوذي كان واقفاً هناك، وهو إيفان دورتاف الفلاح بقرية دوركينيا مركز يوخنافسكي. . وخطا الحصان المذعور فوق كولداراف وجر نحوه مزلجة ستيبان لوكاف التاجر من الدرجة الثانية بموسكو، وانطلق إلي الشارع وأوقفه الحُراس ..

وفقد كولداراف الوعي وتم اقتياده إلى قسم الشرطة وفحصه الطبيب، وكانت الضربة التي تلقاها في مؤخرة الرأس ..

إنها نتيجة اصطدامي بذراع الزلاجة يا بابا. وبعد أكمِل القراءة!

.. التي تلقاها في مؤخرة رأسه، تُعَد من الاصطدامات الخفيفة. وتم تحرير محضر بالواقعة. وتلقي المُصاب الإسعافات الأولية…

نصحوني بأن أبلل مؤخرة رأسي بالماء البارد. أقرأتم؟ هه؟ هكذا! وسينتشر الخبر الآن في روسيا كلها! أعطِني الجريدة!

أمسك ميتيا بالجريدة وطواها ودسها في جيبه.

- سأسرع نحو آل ماكاراف لأريها لهم .. وينبغي أن يراها أيضاً آل إيفانيتسكي وناتاليا إيفانافنا، وانيسيم فاسييليتش . سأذهب! .. وداعاً!

ارتدي ميتيا القبعة ذات الشريط المُغطي للرأس وانطلق إلى الشارع منتشياً مسروراً.

اضف تعليق