كتب: تامر المنشاوي
من إصدارات "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" كتاب بعنوان "العلاقات بين الكنيستين القبطية والروسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين"، والذي قام بتأليفه الدكتور "اسحاق إبراهيم عجبان"، ويتناول الكتاب مسيرة العلاقات بين الكنيستين، ويرصد بالصور البطاركة الذين تعاقبوا علي الكنيسة الروسية خلال فترة البطريركية الأولي منذ 1589 حتي 1721 وخلال فترة البطريركية الثانية بدءاً من 1917، وحتي الآن كما يستعرض الكتاب باباوات الكنيسة القبطية منذ بدايات القرن الثامن عشر، وما تم ترصده من خلال زيارة الرحالة الروس التي شملت مصر عما رأوه ورصدوه ليعود بالذاكرة إلي أجواء قرون مضت وسجل حافل للزيارات التاريخية بين الكنيستين والرسائل المتبادلة بين قياداتهما، وملامح الاهتمام الكنسي القبطي بالشأن الروسي، وهذه العلاقات تعبر عن العلاقة بين الشعبيين المصري والروسي، ويشير الكتاب إلي عدد من المجالات في الحوار اللاهوتي، والدراسات القبطية ويعرض الكتاب صوراً لمقر بطاركة موسكو وعدد من الأيقونات، واسماء باباوات الكنيستين المصرية والروسية المحددة في هذا الكتاب وتاريخ البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وتاريخ البعثة الكنسية الروسية في القدس، والرسائل المتبادلة بين قيادات الكنسيتين القبطية والروسية وصور لزيارة البطريرك الروسي كيريل للكنيسة القبطية، ومقابلة البابا شنودة في أبريل 2010 ورسالة التعزية من البطريرك كيريل بعد نياحة البابا شنودة الثالث ومشاركة الكنيسة الروسية في تنصيب البابا تواضروس الثاني.
وقال د. "حسين الشافعي" رئيس "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم"، أن هذا الإصدار يحتوي علي العلاقات بين الكنيستين المصرية والروسية، ولقد تأسست الكنيسة القبطية منذ منتصف القرن الميلادي الأول لتكسب كياناً دينياً قوياً، وأما عن الكنيسة الروسية فقد تأخر تأسيسها حتي نهايات القرن العاشر الميلادي إلا أنها تُعد أكبر كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقله يربو عدد أتباعها علي المائة مليون، وأهم ما يجمع هاتين الكنيستين أنهما تحتلان في ذاكرة شعبيهما محلاً متميزاً ساعد عليه ذلك الخطاب الكنسي الناطق بالمحبة المتأصلة والدعوة للسلام والوفاق فلا عجب أن تلتف حولهما طوائف الشعب-المؤمن بدعوة السيد المسيح لنشر المحبة والسلام.
وأشار قداسة البابا " تواضروس الثاني" "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" في تقديمه للكتاب، أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية أحد أركان الإيمان بالمسيح في شرق المسكونة ..لها تاريخ مجيد و روحانية عميقة.. وقد ولت عام 988م.. منذ 1025 سنة.. حوالي إحدى عشر قرنا من الزمان عاشت الشهادة للمسيح في صورها: النسك والزهد والروحانية.. والاضطهاد والاستشهاد.. عاشت أوقات السلام وصنعت سلام، وأوقات الضيق، وتعرضت لمصاعب و آلام .. وبذلك شابهت كنيستنا المصرية الأرثوذكسية.
وأوضح الاستاذ الدكتور "سامي صبري شاكر" عميد معهد الدراسات القبطية، أن هذا الكتاب يشير إلي عدد من الدراسات الهامة التي تدرس العلاقات بين الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، والدور الذي لعبه دور نيافة المطران أوسبنسكي في القرن التاسع عشر واهتمامه بالأقباط، وبالآثار القبطية الأهمية التاريخية أهتم بها الآباء النساك الروس من القرن الثامن عشر إلي بداية القرن العشرين.
وقال الأستاذ الدكتور "اسحاق إبراهيم عجبان" مؤلف الكتاب، ولقد بدأت فكرته بمحاضرة ألقيت يوم الاربعاء 18 سبتمبر 2013 في قاعة علي مبارك بمبني دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة وذلك أثناء المؤتمر الأول للعلاقات الثقافية بين مصر وروسيا في التاريخ الحديث والمعاصر، وعقب المحاضرة كانت رغبة الحضور أن يتم نشر معلومات وتفاصيل عن تاريخ الكنيستين والتي توضح العلاقات المصرية الروسية التي تكشف قوة الصداقة والتاريخ بين الشعبيين.