المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم
- ندوات وورش عمل . -تبادل الوفود والزيارات . - تقديم كافة الأنشطة التي تساعد فى التعرف بالدول الأخرى والتي من شأنها تقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية -التنظيم والمشاركة فى المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية داخل وخارج جمهورية مصر العربية -تبنى مشروعات جمع وتوثيق ونشر التراث الثقافى. -إنشاء مركز دولى للترجمة ونشاطه هو أنشاء قاعدة بيانات للمترجمين والمراجعين اللغوين والترجمات من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والعكس . - إدارة وتشغيل المشروعات التعليمية والأكاديمية والفنية من خلال التعاون مع الهيئات والمؤسسات. -تعليم اللغة العربية والروسية وإدارة المشروعات التعليمية بأسعار رمزية بالتعاون مع الهيئات والجامعات والمؤسسات ذات الصلة بالبلدين . -ترجمة ونشر الكتب والمجلات العلمية والثقافية وإصدارها .
المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم

الأخبار

"الانتخابات المحلية الروسية واستكمال التجربة الديمقراطية" في "التقرير السنوي الروسي الأول عام 2020 "

موضوع عن "الانتخابات المحلية الروسية واستكمال التجربة الديمقراطية" وقام بكتابته الأستاذ/ "محـمد ربيع" باحث في العلاقات الدولية وهو جزء من البحث والدراسة في "التقرير السنوي الروسي الأول عام 2020 "من إصدارات "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" بالتعاون مع مركز "الحوار" للدراسات السياسية والإعلامية، ويتناول موضوعات في المجال السياسي، والذي يتميز بين المستوي الداخلي والخارجي كمستويات تحليلية للسياسة الروسية حيث يتم تقديم عدة أوراق تحليلية يركز كل منها علي إحدى قضايا السياسات الروسية، وعلي المستوي الخارجي يقدم التقرير الاستراتيجي تحليلاً لعدة قضايا تمثل أهم دوائر اهتمام السياسة الخارجية الروسية خلال عام 2019 ، وكذلك تم مناقشة السياسة الروسية تجاه القارة الإفريقية اقتصادياً وسياسياً.

أشار الأستاذ/ "محـمد ربيع" باحث في "العلاقات الدولية" أنه لا وجــود لممارســة ديمقراطيــة مــن دون وجــود انتخابــات نزيهــة، هــي قاعــدة لا اختــلاف بشــأنها فــي أدبيــات دراســة عمليــة الدمقرطــة أو التحــول الديمقراطــي. فالانتخابــات هــي التــي تخــول المواطنيــن ممارســة حقهــم فــي اختيار الحــكام الذيــن يحكمــون باسمهم، وأعضــاء المؤسســات التمثيليــة الذيــن يمثلونهــم. وإذا كانــت الانتخابــات بذلــك، مؤشــرًا جوهريــًا لقيــاس درجــة الديمقراطيــة - مــن حيــث هــي المصــدر الــذي يســتمد منــه النظــام السياســي مشــروعيته، وهــي الضامــن لمشــاركة المواطنيــن فــي صنــع القــرار وصياغــة السياســة العامــة - فــإن أنظمــة الانتخابــات لابــد مــن أن تكــون تبعـًـا لذلــك، مؤشــرًا فعليًــا وفعــالًا فــي آن واحــد لتقييــم مســتوى الأداء الديمقراطــي وجــودة الديمقراطيــة، وفــي ديمقراطيــات الموجــة الثالثــة الناشــئة خاصــة، تعد مؤشــرًا حقيقيًــا لقيــاس إرادة تلــك الأنظمــة فــي الإصــلاح السياســي، ومعيــًارا لقيــاس كفــاءة، جــودة واســتمرارية التحــول الديمقراطــي .

أضاف "محـمد ربيع" باحث في "العلاقات الدولية"، أن الدراسة تستهدف تحليل طبيعة النظام الانتخابي في روسيا، وعمليه المنافسة في الانتخابات البلدية الروسية وختامًا نسعى لتحليل هذه النتائج ودلالاتها على المستقبل الروسي، لما لها من مؤشرات إيجابيه توضح مدي فاعليه التحول الديمقراطي في كثير من الأنظمة.

أولاً: -البيئة القانونية للانتخابات في روسيا:

في ظل الخصوصية التي تتمتع بها روسيا كوريث للاتحاد السوفيتي يثار الكثير من التساؤلات حول القوانين المنظمة لعملية الانتخابات في روسيا، والجدير بالذكر هنا أن الانتخابات الروسية تعقد على ثلاث مستويات انتخابية الفيدرالية والإقليمية والمحلية، وذلك على النحو الآتي:

  • الأول: الفيدرالي، حيث تتألف الجمعية الفيدرالية من مجلس الدوما (المجلس الأدنى للجمعية الفيدرالية) ومجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للجمعية الفيدرالية)، ويختلف المجلسان من حيث قوامهما ومبدأ تشكيلهما، بينما ينتخب مجلس الدوما بحسب الدستور لمدة 5 سنوات، لم تحدد فترة صلاحيات مجلس الاتحاد لكن طريقة تشكيل مجلس الاتحاد ونظام انتخاب مجلس الدوما يتم تحديدهما بالقوانين الفيدرالية.
  • الثاني: الإقليمي، ويقرر البرلمانات على مستوى الولايات والحكام ورؤساء البلديات التي تضم 85 كيانًا فيدراليًا (وحدات فيدرالية مستقلة) في هذه المستويات العليا.
  • الثالث: المحلي ممثلاً في انتخابات المجالس البلدية؛ حيث يتم تكليف هذه المجالس بالإدارة اليومية للمناطق الفردية، وهي عبارة عن التقسيمات الإدارية الأصغر الموجودة في كل كيان فيدرالي في روسيا، ويوجد في موسكو وحدها 125 منطقة من هذا القبيل، وكلها بها مجلس بلدي خاص بها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن انتخاب رؤساء الكيانات المكونة للاتحاد الروسي -من 2005 إلى 2012 في جميع أنحاء روسيا، من 2013 في إنغوشيا وداغستان-؛ تشكيل المجلس الأعلى للجمعية الاتحادية (مجلس الاتحاد)، تتم بصوره غير مباشره .

ووفقًا للمادة (81) من الدستور الروسي، فالانتخابات في روسيا يجب أن تكون عامة ومباشرة وحرة ومتساوية وسرية، كما يحق لكل مواطن روسي يبلغ من العمر 18 عامًا التصويت لصالح أحد الأحزاب السياسية المسجلة في الانتخابات الفيدرالية، كما يحق للعسكريين التصويت في الانتخابات الروسية بموجب قانون الكيان التأسيسي للاتحاد الروسي؛ حيث يجوز منح حق الاقتراع الفعلي للجندي الذي يخدم في الجيش على أراضي دائرة انتخابية يكون محل إقامتها خارج الدائرة الانتخابية، باستثناء جندي يخدم في الخدمة العسكرية بالتجنيد، ولا يتم إدراجه في القوائم في انتخابات الحكومات المحلية الناخبين ، إذا كان مكان إقامته غير موجود في أراضي هذه البلدية قبل تجنيده في الجيش، بينما يوضح القانون الاتحادي في المادة رقم (51) إجراءات انْتخاب نواب مجلس الدوما في الجمعية الاتحادية الروسية وينص القانون على نظام التمثيل النسبي الذي يدلي فيه الناخبون بأصواتهم للحصول على القائمة الفيدرالية المؤلفة من ثلاثة مرشحين يرشحهم حزب سياسي مسجل للمشاركة في انتخابات مجلس الدوما، ويتم تحديد موعد الانتخابات وإعلانها من قبل رئيس الاتحاد الروسي في موعد لا يتجاوز ثلاثة أشهر قبل يوم الانتخابات، وهو أول يوم أحد من الشهر الذي تنتهي فيه فترة مجلس الدوما، كما لا يوجد حد أدنى لمشاركة الناخبين وبغض النظر عن عدد الأشخاص المشاركين في الانتخابات، يتم الاعتراف بنتائج الانتخابات .

وتستكمل القائمة الفيدرالية للمرشحين بقوائم حزبية إقليمية (مجموعات المناطق الـ 85)، ويتم انتخابهم اعتمادًا على عدد الأصوات التي حصل عليها حزب فردي في كل منطقة من المناطق. ويري المتخصصون أن هذا النظام يجعل المسؤولين الإقليميين مهتمين بشكل حيوي بتأمين انتصار الحزب الذي يرتبطون به في مناطقهم، ويتم تخصيص المقاعد بين الأحزاب بالتناسب مع إجمالي عدد الأصوات التي حصلت عليها كل طرف مؤهل للتسجيل، إذا كان ممثلاً في مجلس الدوما، وقد يجمع ما لا يقل عن 200 ألف توقيع لدعم التسجيل (لا يزيد عن 10000 من كل منطقة)؛ أو إيداع مبلغ يساوي حوالي 3 ملايين دولار، قابلة للاسترداد في حالة حصول الحزب على أكثر من 4% من الأصوات الشعبية، من أجل أن يتم انتخابه، ويتم تحديد العتبة الانتخابية بنسبة 7 % من إجمالي الأصوات الشعبية، ويمكن توزيع الأصوات التي يتلقاها حزب فردي في الدوائر الانتخابية الموجودة خارج الاتحاد الروسي على مستوى الدولة وفقًا لتقدير قيادة الحزب من أجل تحسين نتائج الانتخابات عند الحاجة، كما يحصل كل حزب على عدد مقاعد مناسبه بالبرلمان تتماشى مع النسبة التي حصل عليها الحزب مستثنى منها الأجزاء الكسرية، ثم يجري بعد ذلك توزيع المقاعد المتبقية في المجلس بمعدل مقعد للقوائم التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات، وفي حاله تساوي النسب الكسرية حتى الرقم السادس بعد الفاصلة العشرية يتم منح الأفضلية لقائمة المرشحين الفيدرالية التي حصلت على المزيد من الأصوات. (قانون انتخابات مجلس الدوما، المادة "83").

كما يحظر قانون انتخاب مجلس الدوما استخدام المنصب الرسمي للفرد في الحملات، ويفرض قيودًا صارمة والتي قد تكون انتهاكاتها سببًا لإلغاء تسجيل الحزب الانتخابي، ومن بين الأسباب الأخرى لإلغاء التسجيل انتهاكات تمويل الحملات الانتخابية  وإعلان الدخل الاحتيالي من قبل المرشحين. ويُلزم القانون اللجنة الانتخابية المركزية (CEC) (وهي الهيئة الحكومية الرئيسية المسؤولة عن إجراء الانتخابات)، بالتحقق من أن المرشحين المسجلين ليس لديهم جنسية مزدوجة أو حقوق إقامة دائمة في دولة أجنبية. ويشير قانون انتخابات الدوما إلى إنه لا يمكن السماح بإجراء الانتخابات لجميع الناخبين في آن واحد أو عدة مناطق انتخابية على متن السفن في عرض البحر في يوم الاقتراع، أو في المحطات القطبية، أو في المناطق النائية الأخرى التي يصعب الوصول إليها بالتصويت في وقت مبكر ولكن ليس قبل 15 يومًا  قبل يوم التصويت الموحد، وعادة ما يصوت المواطنون الروس في الخارج في يوم الانتخابات في السفارات أو المكاتب القنصلية للاتحاد الروسي .

وعلى مستوي الانتخابات البلدية، نجد أن الحكم الذاتي منصوص عليه في المادة (130) من الدستور الروسي، بحيث يضمن للمواطنين الروس الحق في انتخاب أجهزة الحكم الذاتي المستقلة لمعالجة القضايا ذات الأهمية المحلية في الممارسة العملية، في الوقت ذاته فإن سلطات هذه المؤسسات محدودة في موسكو، ولدى حكومة المدينة فرعين متوازيين: واحد منتخب والآخر يتم تعيينه، وتشرف إدارة العمدة على المحافظات المعينة والإدارات المحلية المعينة، بينما تنتخب كل مقاطعة في موسكو أيضًا أعضاء المجلس - بين ثمانية واثني عشر لكل مجلس في المقاطعة - كل خمس سنوات، ويشترط في المرشح البلدي ثلاثة متطلبات منفصلة لجمع التواقيع من نواب البلدية ورؤساء البلديات، إذا فشل أحد المرشحين في الوفاء بواحد على الأقل من هذه المتطلبات الثلاثة ، فلن يتم تسجيله في المنافسة على الانتخابات ويتمثل المطلب الأول في جمع توقيعات كافية من النواب المحليين ورؤساء البلديات المنتخبين مباشرة في المنطقة من 5 ٪ - 10 ٪، ويرتكز المطلب الثاني في جمع التوقيعات من 5٪ - 10٪ من نواب البلديات فيما يسمى بلديات المستوى الأعلى (المناطق الحضرية والبلدية)، ويكمن المطلب الثالث في أن جميع التوقيعات تجمع في ثلاثة أرباع جميع البلديات في المنطقة .

والجدير بالذكر هنا هو حدوث تطور في عملية التسجيل بدءًا من عام 2009، عندما تم إلغاء الودائع الانتخابية، مما يعني أنه لا يمكن للأحزاب التسجيل إلا في الانتخابات من خلال تقديم توقيعات الترشيح وفقًا للتعديلات التي أُدخلت على القانون الاتحادي رقم 67 (المادتان 38.24)، بينما يتم رفض ترشيح المرشحين إذا لم يقدموا ما يكفي من التوقيعات أو إذا تبين أن 10٪ من توقيعاتهم غير صالحة. وفي أعقاب المظاهرات الجماهيرية التي اندلعت في عام 2011، تم إجراء تغييرات إيجابية على التشريع الانتخابي في عام 2012 حيث نصت على أن المرشحين ضمن قائمة الأحزاب لم تعد هناك حاجة لتقديم توقيعات الترشيح للتسجيل في الانتخابات، والحد الأقصى لعدد التوقيعات المطلوبة من قبل مرشحين ذاتيًا تم تخفيضه من 2 إلى 0.5 ٪. هذه التطورات جعلت من السهل على أحزاب المعارضة اجتياز عقبات التسجيل. وفي أول جولتين من الانتخابات الإقليمية التي جرت بموجب القواعد الجديدة، في أكتوبر 2012 وسبتمبر 2013، كان هناك انخفاض كبير في عدد قوائم الأحزاب التي مُنعت من المنافسة. وقد ارتفع متوسط عدد قوائم الأحزاب المسجلة لكل منطقة من 13.2 في عام 2012 إلى 17.2 في سبتمبر 2013، وهو أعلى رقم مسجل.

وفي عام 2014، تم اعتماد تشريع جديد عكس العديد من التغييرات الإيجابية التي تم سنها في عام 2012، حيث تم إعادة اشتراط تعيين مرشحي قائمة الأحزاب لجمع توقيعات الترشيح (على الرغم من أن النسبة المئوية للتوقيعات المطلوبة تم تخفيضها من 2 % إلى 0.5٪ من نسبة الناخبين). في الوقت نفسه، تم رفع عدد التوقيعات المطلوبة للمرشحين في انتخابات ولاية واحدة من 0.5% إلى 3 ٪ من الناخبين، ويضاف إلى هذه السمات التي اعتمدها القانون الاتحادي رقم 95 (5 مايو 2014)، خفض الحد الأدنى المسموح به للمشاركة في الانتخابات الإقليمية من 7% إلى 5 % مما أعطى الأحزاب الصغيرة فرصة أفضل للفوز بمقاعد . والجدير بالذكر هنا أن برلمانات سبع مناطق عدلت القانون الانتخابي الخاص بها قبل موعد الانتخابات بأسابيع قليلة، مما سمح بالترشيح الذاتي للمرشحين لمنصب حاكم، وتم ذلك في إقليم (بايكال، استراخان، كورغان، مورمانسك وسخالين والمناطق تشيليابينسك وسان بطرسبرج).

ويري بعض المهتمين بعملية التحول الديمقراطي أن اعتماد التعديلات في وقت قصير أدى  إلى وضع قانوني غامض في إقليم ترانس بايكال على سبيل المثال، حيث قام نواب الجمعية التشريعية لإقليم ترانس بايكال في إطار الجلسة العادية يوم 5 يونيو بإجراء انتخابات مبكرة للحاكم وتم نشر الخبر في وسائل الاعلام في ذات اليوم، في حين تم اعتماد تعديلات على المادة 6 من قانون إقليم بايكال المؤرخ 29 يونيو 2012 N 676 ЗЗК، لتسمح هذه المادة بالترشح الذاتي وتم التصديق على القرار في 17 أبريل 2019، أي قبل البدء الرسمي للحملة الانتخابية، وبالرغم من ذلك، فإن التعديلات التي أدخلت على ميثاق إقليم ترانس-بايكال ، والتي سمحت بترشيح المواطنين كمرشحين مستقلين، وهذه الإجراءات لم يعتمدها البرلمان الإقليمي إلا في 10 يوليو2019، عندما تم الإعلان بالفعل عن الانتخابات.

وجدير بالإشارة أن إقرار هذه التعديلات أثناء الحملة الانتخابية يتناقض مع قاعدة القانون الاتحادي، والتي تحظر إجراء تعديلات على قواعد إجراء الانتخابات مباشرة خلال الحملة الانتخابية وفقا للمادة (11) من القانون "بشأن الضمانات الأساسية للحقوق الانتخابية والحق في المشاركة في استفتاء مواطني الاتحاد الروسي"، وهو ما يخالف أيضًا المعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية  والتي تؤكد على مبدأ استقرار القانون الانتخابي ولا توصي بتغيير المعايير الأساسية للنظام الانتخابي قبل أقل من عام من إجراء الانتخابات حتى يتمكن المشاركون في الانتخابات من الاستعداد في الوقت المناسب لإدخالها .

بينما حدد القانون الاتحادي يوم واحد للتصويت في روسيا، وفقا للتعديلات على القانون الاتحادي" بشأن الأحزاب السياسية "والقانون الاتحادي" بشأن الضمانات الأساسية لحقوق التصويت والحق في المشاركة في استفتاء مواطني الاتحاد الروسي "المؤرخ 2 أكتوبر 2012 (دخل حيز النفاذ في 1 نوفمبر 2012)، وقد أقر القانون أن يوم التصويت الفردي في انتخابات الهيئات الحكومية للكيانات التأسيسية في الاتحاد الروسي وهيئات الحكم الذاتي المحلية هو الأحد الثاني من شهر سبتمبر من العام الذي تنتهي فيه مدة ولاية هذه الهيئات، وفي عام انتخابات نواب مجلس الدوما في الدعوة التالية - يوم التصويت في هذه الانتخابات، كما سمح القانون بإجراء انتخابات للهيئات الحكومية للكيانات التأسيسية للاتحاد الروسي والحكم الذاتي المحلي في أيام أخرى في حالات الإنهاء المبكر لسلطات هذه الهيئات، وانتخاب السلطات العامة المشكلة حديثًا للكيانات التأسيسية للاتحاد الروسي والحكم الذاتي المحلي للبلديات المشكلة حديثًا، وإجراء انتخابات متكررة وإضافية ، الحالات الأخرى التي ينص عليها القانون، ورفع القانون الحظر المفروض على الجمع بين أيام الاقتراع في الانتخابات على مستويات مختلفة إذا كان للناخب نتيجة لهذا الجمع أن يصوت بأكثر من أربعة أوراق اقتراع، على أن يتم تشكيل دوائر انتخابية ذات ولاية واحدة ودوائر متعددة لمدة عشر سنوات.

وفي 4 نوفمبر 2015، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا يجمع يوم تصويت واحد في روسيا مع انتخابات مجلس النواب، وكان 14 أكتوبر 2012 في روسيا أول يوم واحد للتصويت، وأجريت حينها انتخابات المحافظين في 5 مناطق، وأجريت الانتخابات البرلمانية في 6 مناطق، كما أجريت انتخابات لرؤساء بلديات كالينينغراد وخيمكي بالقرب من موسكو وأكثر من أربعة آلاف انتخابات واستفتاءات محلية في 77 منطقة في البلاد .

ثانيًا النظام الانتخابي في روسيا:

يعرف النظام الانتخابي على أنه جملة القواعد القانونية التي تحكم إجراءات منح الحقوق الانتخابية وإجراء الانتخابات وتحديد نتائج التصويت، ويختلف النظام الانتخابي من بلد إلى أخرى. ويوجد في العالم ثلاثة أنواع من النظم الانتخابية وهي: الأغلبية، القائمة والمختلط وهناك من يصنع نظامًا رابعًا يعرف باسم النظام الهجين.

الأول:- نظام الأغلبية الانتخابي يفوز فيه المرشح الحاصل على غالبية الأصوات في الدائرة الانتخابية، وينقسم إلى نوعين من نظام الأغلبية: الأغلبية المطلقة والنسبية، ويعتبر المرشح فائز في الأغلبية المطلقة بعد حصوله على أغلبية مطلقة من الأصوات (50 ٪ + واحد)، وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة، يتم تنظيم جولة ثانية يتنافس فيها المرشحان الحاصلان على أكبر عدد من الأصوات، ومن يحصل على الأغلبية المطلقة في الجولة الثانية يعتبر الفائز، بينما يكتفي المرشح الفائز بنظام الأغلبية النسبية بحصوله على أكثر من أي من المنافسين، وليس بالضرورة أكثر من النصف.

الثاني:- نظام القائمة النسبية، يصوت الناخب لقوائم المرشحين التي تشكلها الأحزاب السياسية، ويتم توزيع الولايات بين قوائم المرشحين بما يتناسب مع الأصوات المدلى بها، شريطة أن يكون المرشحون قد تخطوا حاجز النسبة المئوية المحددة، ويتميز هذا النظام في أن الأصوات "لا تختفي" (باستثناء تلك الأصوات التي أدلي بها للأحزاب التي لم تتجاوز حاجز النسبة المئوية)، ويسمح النظام بإنشاء تمثيل للأحزاب السياسية وفقًا لشعبيتها مع الناخبين، ولا تضيع هذه الفرصة بين الأقلية، لا يصوت الناخبون لمرشح معين لديه فرصة أفضل، ولكن يصوتون لحزب بعينه وبرنامج حزبي. ولكن أكثر ما يعيب هذا النظام هو فقدان التواصل بين النواب والناخبين، وينقسم هذا النظام إلى:

  • نظام القائمة المغلقة، هي قائمة ثابتة لا يمكن للناخب تغيير ترتيب المرشحين الذي تم اعتماده من الحزب، حيث يكون التصويت على أساس معرفة الناخب للحزب وبرنامجه وبعض القيادات المؤثرة في الحزب.
  • نظام القائمة المفتوحة، يتمكن الناخب من الاقتراع للأفراد المفضلين المرشحين على قوائم الأحزاب؛ حيث يقوم الناخب بالاقتراع لمرشح فرد أو لعدة مرشحين بدلًا من التصويت للأحزاب حتى يكتمل ملء كافة المقاعد ويتم جمع الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب الواحد لتشكيل مجموع أصوات الحزب وبناء على هذا المجموع يتم توزيع المقاعد على الأحزاب بحيث تكون نسبة المقاعد التي يحصل عليها الحزب قريبة من نسبة مجموع الأصوات التي فاز بها مرشحو الحزب.

الثالث: -النظام المختلط، ويعتمد على توزيع جزء من الصلاحيات للسلطة التمثيلية وفقًا لنظام الأغلبية، وجزءًا وفقًا للنظام النسبي، ويتم استخدام نظامين انتخابيين بالتوازي.

الرابع: -نظام الانتخابات الهجين: هذا هو توليفة من النظم الانتخابية بالأغلبية والتناسبية، ويتم ترشيح المرشحين وفقًا للنظام النسبي (وفقًا لقوائم الأحزاب)، والتصويت -وفقًا للأغلبية (شخصيًا لكل مرشح) .

والجدير بالذكر أن روسيا طُبق فيها العديد من النظم الانتخابية السالف ذكرها، حيث اعتماد القانون الروسي المتعلق بتنظيم الانتخابات عام 2002، في الانتخابات الإقليمية لكبار المسؤولين في بعض الكيانات المكونة للاتحاد الروسي؛ حيث تم استخدام أنواع مختلفة من نظام الأغلبية التي لم تكن مرتبطة بالأساس بنظام الغالبية المطلقة، ولا بنظام الغالبية النسبية، فكان المرشح مطالبًا بالحصول على أغلبية الأصوات النسبية، ولكن ليس أقل من 25٪ من عدد المواطنين المدرجين في قوائم الناخبين، وفي بعض الكيانات المكونة للاتحاد الروسي أن يحصل على"25٪ على الأقل من عدد الناخبين الذين شاركوا في التصويت". الآن جميع الانتخابات الإقليمية تُعقد على نفس المبادئ للجميع.

وأثناء انتخاب كبار المسؤولين (الرئيس، المحافظ، العمدة)، يتم تطبيق نظام الانتخابات بالأغلبية المطلقة، وإذا لم يفز أي من المرشحين بالأغلبية المطلقة للأصوات، يتم تعيين جولة ثانية؛ حيث يذهب اثنان من المرشحين الذين يحصلون على الأغلبية النسبية للأصوات، بينما تستخدم نظام انتخابي مختلط في انتخابات الهيئة التمثيلية لمناطق الاتحاد الروسي، وتبنت روسيا في انتخابات الهيئة التمثيلية للبلدية، نظام انتخابي مختلط ونظام انتخابي للأغلبية النسبية .

ومنذ عام 2007 حتى عام 2011 ، أجريت انتخابات مجلس الدوما وفقًا للنظام النسبي، وتم انتخاب جميع النواب البالغ عددهم 450 نائبًا في دائرة انتخابية واحدة وفقًا لنظام نسبي مع وجود نسبة مئوية من الحواجز بنسبة 7٪، وفي 24 فبراير 2014، دخل القانون الاتحادي رقم 20-FZ المؤرخ 22 فبراير 2014  "بشأن انتخاب نواب مجلس الدوما التابع للجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي" حيز التنفيذ ، والذي يتم بموجبه إجراء انتخابات نواب مجلس الدوما للدعوات المنتخبة بعد بدء نفاذه وفقًا لنظام مختلط، بالفعل طبق في انتخابات مجلس الدوما عام 2016، حيث تم اخيار نصف نواب مجلس الدوما في الاتحاد الروسي (225) في دوائر انتخابية ذات ولاية واحدة وفقًا لنظام الأغلبية، وتم انتخاب، النصف الثاني في دائرة انتخابية واحدة في نظام تناسبي مع نسبة مئوية من حاجز النسبة المئوية 5٪ .

ثالثًا عملية المنافسة في الانتخابات البلدية الروسية (2019):

شهدت روسيا في 8 سبتمبر 2019 إجراء حوالي 6 آلاف عملية انتخابية من مختلف المستويات، بما في ذلك الفيدرالية، في 85 منطقة؛ حيث ينتخب المواطنون نوابهم في 13 جمعية تشريعية، وانتخاب المحافظين في 16 محافظه، مع إجراء انتخابات مجالس المدن في 22 مركزًا إداريًا وفي عواصم المناطق الثلاث رؤساء البلديات، كما أجُريت انتخابات فرعية لمجلس الدوما في أربع دوائر انتخابية واحدة، وهذا هو اليوم الوحيد للتصويت في الانتخابات التي جرت في روسيا حسب القانون الاتحادي كما سبقت الإشارة، وشهدت هذه الانتخابات لأول مره تنفيذ تجربة التصويت الإلكتروني عن بعد في مجلس مدينة دوما في الدعوة السابعة في ثلاث مناطق بلدية .

وطبقًا للجنة الانتخابات الروسية تم ترشيح أكثر من 118 ألف مرشح، وشملت بطاقات الاقتراع أكثر من 105.5 ألف مرشح، وتم استلام رفض التسجيل بنسبة 6٪ فقط من المرشحين، و5 ٪ أخرى هم أولئك الذين لم يقدموا مستندات التسجيل أو رفضوا المشاركة في الحملة على طلب شخصي أو تم رفضهم لأسباب أخرى.

وشهدت روسيا احتجاجات واسعة نتيجة قرار اللجنة الانتخابية برفض ترشح 60 مستقلًّا بحجة أنهم يمثلون معارضة غير نظامية، وهي حجة اعتبرتها المعارضة الروسية واهية، في حين أكدت اللجنة أن السبب في الاستبعاد هو تقديم مرشحيهم توقيعات مزورة، لذلك رفضت اللجنة الانتخابية السماح لهم بخوض الانتخابات.

ويؤكد عدد من الباحثين أنه لا يمكن مقارنة هذه الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بالاحتجاجات الواسعة التي وقعت في عام 2011 ومنتصف 2012 والتي طالبت بحل مجلس الدوما وإقالة "بوتين"، وإجراء مزيدٍ من الإصلاحات الديمقراطية، في حين لا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه الأزمة ما هي إلا رد فعل على مجموعة من الأزمات السياسية التي شهدتها روسيا، فكان الدافع وراء الاستياء من الحزب الحاكم خلال الفترة الماضية مجموعة متنوعة من العوامل بما فيها قيام الحكومة برفع سن التقاعد إلى 65 عامًا، فضلًا عن تزايد المصاعب الاقتصادية، وانتشار اتهامات بالفساد، إضافة إلى إصدار البرلمان الروسي تشريعًا يشدد الرقابة على الإنترنت بحجة منع التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية الروسية، وهو ما أطلقت عليه المعارضة الروسية اسم "الستار الحديدي" مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات ضد هذا القانون، فضلًا عن أن رد فعل الشرطة على الاحتجاجات التي اندلعت في موسكو مثّل عاملًا أساسيًا في تنظيم صفوف المعارضة وتضامن مزيد من المواطنين معها، مما انعكس سلبًا على نتائج الانتخابات الروسيه .

وجدير بالإشارة أن بعض هذه المظاهرات التي لم تكن مرخصة وانتهت بتوقيف مئات الأشخاص؛ حيث وصل عدد المعتقلين على خلفية التظاهرات الدائرة في روسيا إلى ما يقرب من 6 آلاف معتقل، وعلى خلفية هذه التظاهرات وجهت روسيا انتقادًا لشركة جوجل اتهاماتها بالتدخل في الانتخابات المحلية، وذلك من خلال سماحها للمعارض الروسي البارز "أليكسي نافالني" بشراء مساحة إعلانية على موقع يوتيوب يسعى من خلالها للتأثير على توجهات الناخبين، وقد وجهت هيئة الاتصالات الروسية الاتهام للمعارضة بشراء أدوات إعلامية من موقع يوتيوب لنشر معلومات حول الاحتجاجات التي تشهدها روسيا.

وبالرغم من هذه الاحتجاجات في الداخل الروسي إلا أن الانتخابات في روسيا تمت في الثامن من سبتمبر2019، بمشاركة حوالي 232 ألف مراقب، فضلًا عن أعضاء اللجان الانتخابية وممثلي وسائل الإعلام منتشرين في جميع مراكز الاقتراع خلال الانتخابات .

والجدير بالذكر هنا أن المحكمة العليا للاتحاد الروسي نظرت في 192 قضية تتعلق بحماية الحقوق الانتخابية، 57 منها (30٪) تتعلق بالطعن في قرارات لجان الانتخابات بشأن الرفض في تسجيل المرشحين، وقوائم المرشحين، بينما نظرت المحكمة العليا في انتخابات 9 سبتمبر 2018، في 116 حالة، 28 منها (24٪) كانت مرتبطة بالطعن في قرارات لجان الانتخابات بشأن رفض تسجيل المرشحين وقوائم المرشحين، هذه الأرقام وفقًا للمعلومات المتوفرة في لجنة الانتخابات المركزية للاتحاد الروسي.

وخلال فترة حملة الانتخابات شهدت روسيا تنظيم حوالي 6 آلاف حملة انتخابية على جميع المستويات وحملات الاستفتاء، وجري انتخاب ما يقرب من 47.5 ألف نائب في مختلف الهيئات الحكومية والسلطات المحلية وكبار المسؤولين في الكيانات التأسيسية للاتحاد الروسي ورؤساء البلديات، ومن بين النواب المنتخبين ورؤساء البلديات ممثلون عن 24 حزبًا سياسيًا وجمعية عامة واحدة، فضلاً عن 5549 مرشحًا تم ترشيحهم للترشيح الذاتي، بينما تنافس في انتخابات نواب مجلس الدوما34 مرشح مسجلين من 12 حزبًا سياسيًا في 4 دوائر انتخابية وهم إقليم (خاباروفسك وأوريول وسفيردلوفسك ونوفغورود)، ويعيش بهم أكثر من مليوني ناخب، وتضمنت الحملة 2046 دائرة انتخابية و84 لجنة انتخابات إقليمية، وتم رفض تسجيل اثنين من المرشحين، بينما لم يقدم آخر المستندات المطلوبة للتسجيل.

وعلى صعيد انتخاب كبار المسؤولين في الكيانات التأسيسية للاتحاد الروسي جرت في 10 مناطق، اتجه الناخبون فيها إلى اختيار ممثلين عن حزب روسيا الموحدة، وفي 6 مناطق، رشح المرشحون بالترشيح الذاتي، ووفقًا لنتائج الانتخابات، يمثل نواب 13 حزبًا سياسيًا في 13 منطقة انتخابية في البرلمانات الإقليمية، وعلى مستوي توزيع نواب الولايات في الهيئات التمثيلية لعواصم 21 منطقة، حصلت 10 أحزاب سياسية على الولايات، و 4 ولايات فاز بهم المرشحين الذين تم ترشيحهم في الترشيح الذاتي، ووفقًا لنتائج هذه الانتخابات، تم تمثيل أكبر عدد من الأحزاب في الهيئات التمثيلية لمدن فلاديكافكاز (جمهورية أوسيتيا الشمالية-ألانيا) وإركوتسك وتولا (6 أحزاب لكل منهما)، في برلمانات مدن إيليستا (جمهورية كالميكيا) وبريانسك وبينزا (5 أحزاب لكل منهما) .

وتري رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، "إيلا بامفيلوفا" أن انتخابات 2019 شهدت أعلى منافسة في الانتخابات الفرعية لدوما الدولة حيث تنافس في المتوسط 9 أشخاص على ولاية واحدة في 4 مناطق، وبالنسبة لانتخاب كبار المسؤولين تنافس فيها 5 أشخاص في كل ولاية، أما بالنسبة لانتخاب نواب البرلمانات الإقليمية تنافس فيها 8 مرشحين، وطبقا لرؤية "بامفيلوفا" فأن الانتخابات هذا العام طُبقت فيها جميع المعايير التي أقرتها لجنة الانتخابات المركزية في روسيا بالكامل، بدءًا من أوراق التصويت على رمز QR، مما أتاح إدخال البيانات بسرعة وبدون أخطاء، مرورًا بإجراء المراقبة بالفيديو في 924 دائرة انتخابية و84 لجنة انتخابات إقليمية، واستخدام آلية "Mobile Voter" بنشاط كبير، حيث مارس أكثر من 16 ألف شخص حق الاقتراع بمساعدة هذه التكنولوجيا، وساهمت هذه التقنية في سرعة إظهار النتائج المتعلقة بالتصويت على الإنترنت من خلال موقع لجنة الانتخابات المركزية الروسية، في غضون ساعة إلى ساعتين وتم استلامها من قبل اللجان الانتخابية للكيانات المكونة للاتحاد الروسي واعتمادها في النتائج النهائية، مما أكد نجاح هذه التكنولوجية، وأنه سيتم إجراء تجربة الدوائر الانتخابية الرقمية في يوم التصويت الموحد التالي على عدد أكبر من مراكز الاقتراع .

رابعًا: قراءة في نتائج الانتخابات البلدية الروسية:

وتشير النتائج النهائية للانتخابات الروسية إلى أن نسبة المشاركة في العملية الانتخابية لعام 2019 وصلت إلى 41.2٪، بينما كانت متوسط نسبة عدد الأشخاص الذين شاركوا في تصويت العام الماضي نحو 37.6 ٪، من إجمالي ممن يحق لهم التصويت، وبحسب رئيس لجنة الانتخابات المركزية " إيلا بامفيلوفا"، فإن روسيا تشهد تحسن في نسبة المشاركة في الانتخابات الروسية خلال العامين الماضيين موضحة أنه لا يوجد نشاط سياسي كبير وأن غالبية السكان لا يزالوا يتجاهلون كل الانتخابات باستثناء الانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن هذا مؤشر على تزايد ثقة الناخبين في الانتخابات، حيث أصبح هناك الآن عدد أكبر من المرشحين المسجلين وعدد الشكاوى أقل ونتيجة لهذا أجريت انتخابات حاكمة في جميع الكيانات المكونة للاتحاد البالغ عددها 16 هيئة في جولة واحدة وبات الآن الزعماء الحاليين للكيانات المكونة للاتحاد الروسي كلهم يكسبون انتصارات من خلال كسر الشريط المطلوب وهو 50٪ بالإضافة إلى تصويت ناخب واحد. وأضافت "بامفيلوفا"، أن المرشحين أظهروا نتائج عالية للغاية من خلال فوزهم في عدد من المناطق بنتيجة عالية جدًا تجاوز مستوى تأييد الناخبين 80٪ على وجه الخصوص.

والجدير بالذكر هنا أنه خلال التحضير لإجراء الانتخابات في يوم واحد للتصويت، تلقت لجنة الانتخابات المركزية التابعة للاتحاد الروسي 3519 شكوى من المشاركين في العملية الانتخابية، كلهم تقريبا كانوا معنيين بالانتخابات على المستويين الإقليمي والمحلي، وشهدت الانتخابات الروسية إبطال نتائج التصويت في 15 مركز اقتراع في ستة كيانات تأسيسية للاتحاد الروسي (في جمهوريات القرم وتوفا، بريمورسكي كراي، موسكو وأوريول أوبلاست، ومدينة سان بطرسبرغ)، كما تم التحقيق في 12 قضية جنائية تتعلق بالحملات الانتخابية، في حين قامت اللجان الإقليمية بالتحقيق والنظر في 1600 تقرير عن مخالفات مزعومة في الانتخابات، ووفقًا للجنه المركزية للانتخابات تم التأكد من صحة 14% فقط من التقارير التي تشير إلى وجود انتهاكات، في حين تم اثبات عدم صحة 68% من هذه التقارير، كما وجد 18% من هذه التقارير ليس لها علاقة بالانتهاكات المنصوص عليها في القانون الانتخابي ، بينما تؤكد منظمة Golos المستقلة، التي راقبت الانتخابات في روسيا منذ سنوات، على أن عدد الانتهاكات التي شوهدت خلال الانتخابات هذا العام أعلى بكثير من عام 2018، وتختلف المخالفات باختلاف المنطقة، مبينه أنه في موسكو كانت الحكومة على ما يبدو متخوفة من عمليات التزوير للعملية الانتخابية على نطاق واسع، ولكن اختلف الوضع في سانت بطرسبرغ؛ حيث الاحتجاجات قبل الانتخابات كانت أقل بكثير، وتقول المنظمة أنه يشتبه في أن الحكومة لجأت إلى تزوير نتائج الانتخابات البلدية على نطاق واسع .

وأشارت المنظمة إلى ظروف عمل المراقبين المستقلين وأعضاء اللجان الانتخابية أسوأ بكثير مقارنة بالعام الماضي، وأنه تم إجبار المواطنين على المشاركة في الانتخابات، كما تم دفع البعض للأدلاء بأصواتهم لمرشحي الحكومة، وتم الإبلاغ عن حالات وجود بطاقات الاقتراع الدائرية، فضلاً عن محاولات عديدة لتزوير النتائج أثناء فرز الأصوات، في حين قوبل نظام التصويت عبر الإنترنت، الذي تم تطبيقه تجريبيًا في موسكو (في 3 من أصل 45 دائرة انتخابية)، بالكثير من الانتقادات من الخبراء وعلى الأرجح وفرت أيضًا فرصًا عديدة للتزوير الانتخابي؛ حيث حقق المرشحون الحكوميون نتائج أفضل في التصويت عبر الإنترنت مقارنة بالنظام التقليدي؛ قد يكون فوز المرشح المدعوم من الحكومة تأثيرًا مباشرًا في التلاعب بنتائج التصويت عبر الإنترنت في دائرة واحدة على الأقل، ولكن يمكن النظر إلى المشاركة غير المسبوقة لوكالات إنفاذ القانون خلال الحملة الانتخابية لهذا العام كعامل جديد للجودة .

وفي الواقع حققت الحكومة تراجعًا في النتائج الرسمية بانتخابات المجالس الإقليمية، مقارنة مع نتائج قائمة الأحزاب، وحصلت روسيا الموحدة على المستوى الوطني (وفقًا لتقديرات الخبراء) على أصوات أقل بنسبة 10% عن الانتخابات السابقة لنفس الهيئات، ووفقًا للنتائج الرسمية، فقد تكبدت أخطر الخسائر في خاباروفسك كراي وسيفاستوبول؛ عند مقارنتها بعام 2014، حيث كانت نسبة الأصوات المدلى بها في قائمة هذا الحزب أكثر من أربعة أضعاف ومرتين على التوالي.

          في حين تعرض حزب روسيا الموحدة لخسارة بعض المقاعد من قبل حزب فلاديمير جيرينوفسكي، الحزب الديمقراطي الليبرالي، في خاباروفسك كراي؛ حيث حصل الحزب الديمقراطي الليبرالي الديمقراطي على 56.12 ٪ من الأصوات هناك (فاز الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي بنسبة 17.24 ٪ وروسيا الموحدة فقط 12.51 ٪)، كما فازت بـ 22 من أصل 24 مقعدًا في دوائر انتخابية منفردة وحصلت على نصر في أهم الانتخابات المحلية في المنطقة، بينما فشل حزب روسيا الموحدة في الفوز بمقعد واحد في برلمان عاصمة هذه المنطقة، وبحسب خبراء فالانتخابات هذا العام كشفت عن نقاط الضعف في "الحزب الحاكم"، والتي واجهت الحاجة إلى الانخراط في النضال السياسي دون دعم مكثف من الإدارة الإقليمية (المنطقة خاضعة للحكم لمدة عام من قبل محافظ يمثل الحزب الليبرالي الديمقراطي ""LDPR) .

ويري البعض أن حصول حزب روسيا الموحدة في انتخابات الدوما على 28 مقعدًا من أصل 45، وفوز حزب يابلوكو المستقل بثلاثة مقاعد فضلًا عن المرشح المستقل الرابع الذي دعمه الحزب، في حين تم شغل 16 مقعدًا من قبل نواب من الحزب الشيوعي وحزب روسيا فقط وهي أحزاب تشكل جزءًا مما يسمى بالمعارضة النظامية وتزعم أنها تقدم بديلاً عن روسيا الموحدة بينما تدعمها في الواقع بشكل روتيني، في حين فاز المستقلين بـ 10 مقاعد، مؤشر مقبولة بالنسبة للحزب الحاكم في روسيا خاصة في ظل احتفاظه بأغلبية المقاعد .

ختامًا: إن نتائج الانتخابات الروسية كما سبق عرضها جاءت مختلفها تمام عن غيرها؛ حيث أبرزت وجود تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم، لصالح المعارضة في أغلب أماكن الانتخابات بالرغم من احتفاظه بغالبية المقاعد داخل مجلس الدوما، وهذا ما اتضح من خلال  هزيمة المرشحين المدعومين من الحكومة في أربع مناطق (تكررت الانتخابات في واحدة منهم لتصحيح النتيجة، على حساب مرشح الحزب الشيوعي)، كما يري بعض الباحثين أن انتخابات هذا العام جرت في ظل اوضاع سياسية متوترة للغاية، بعدما انخفضت مستويات الدعم العام والثقة في الحكومة بشكل ملحوظ منذ منتصف عام 2018، لأسباب اجتماعية واقتصادية، على سبيل المثال الانخفاض المستمر في الدخول الحقيقية للشعب مما أثر على شعبية الرئيس في البلاد الذي ينظر إليه باعتباره الضامن لاستقرار النظام وسلامة النخبة الحكومية، ووفقًا لمركز أبحاث الرأي العام الحكومي VCIOM، انخفضت الثقة في الرئيس بنسبة 17 نقطة مئوية منذ منتصف عام 2018 . وفقًا لمركز ليفادا المستقل، فإن موافقة الجمهور على نشاطه انخفض من 79 ٪ إلى 68 ٪، وزادت نسبة الأشخاص الذين لا يريدون منه أن يحكم البلاد لفترة ولاية أخرى من 27 ٪ إلى 38 ٪، في حين يثق 54٪ فقط من المواطنين في المعلومات المقدمة عبر وسائل الاتصال الرئيسية التلفزيون، بينما كانت هذه النسبة 79٪ في عام 2009.

قائمة المراجع

اولًا المراجع العربية:

1)      النظام الانتخابي كمؤشر لقياس إرادة الإصلاح السياسي في ديمقراطيات الموجة الثالثة: الجزائر نموذجاً، مركز دراسات الوحدة العربية، https://caus.org.lb/ar

2)      دستور الاتحاد الروسي، الصادر عام 1993 شاملا تعديلاته لغاية عام 2014،

https://www.constituteproject.org/constitution/Russia_2014.pdf?lang=ar

3)      خضير ياسين الغانمي، نظم الانتخاب واحتساب الأصوات وأثرها في الأنظمة الديمقراطية دراسة تحليلية بين النص النظري والتطبيق العملي (العراق نموذجا)، مجلة أهل البيت، العدد 17، الرابط التالي:

http://abu.edu.iq/research/articles/13666

4)      إيمان فخري، "هل تشكل احتجاجات المعارضة تهديداً لنظام "بوتين"؟"، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 12 سبتمبر، 2019، https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/4967

ثانيًا المراجع الانجليزية:

1)      Federal Law, «On the Election of Deputies of the State Duma of the Federal Assembly of the Russian Federation», of December 20, 2002, http://bit.ly/32JgyCc.

2)      Yana Gorokhovskaia, Grassroots Capacity Building: Why Municipal Politics in Moscow are Important Signposts of Russia’s Democratic Development, PONARS Eurasia, 01-2018, http://bit.ly/38gPhbI.

3)      Cameron Ross, Regional elections in Russia: instruments of authoritarian legitimacy or instability?, 26 June 2018, https://www.nature.com/articles/s41599-018-0137-1

4)      Russia Detains Election-Monitoring Activist Hours Before Polls Open, Radio free Europe Radio Liberty, September 08, 2019, http://bit.ly/3cnPNYF.

5)      Maria Domańska, Repressions and electoral fraud: regional elections in Russia, osw, 2019-09-11, https://www.osw.waw.pl/en/publikacje/analyses/2019-09-11/repressions-and-electoral-fraud-regional-elections-russia

6)      Robert Coalson, Analysis: After 'Significant' Regional Elections, Russia's Opposition Looks To The Future, Radio free Europe Radio Liberty, September 17, 2019, http://bit.ly/2T8Uhef.

ثالثًا المراجع الروسية:

1)      Документы ЦLИК России, 31.07.2019, http://bit.ly/3amLYAW.

2)      РОССИЙСКАЯ ФЕДЕРАЦИЯ ФЕДЕРАЛЬНЫЙ ЗАКОН Об основных гарантиях избирательных прав и права на участие в референдуме граждан Российской Федерации, http://pravo.gov.ru/proxy/ips/?docbody=&nd=102076507

3)      Итоги выдвижения и регистрации кандидатов на выборах высших должностных лиц субъектов Российской Федерации 8 сентября 2019 года, 13 августа 2019, Голос, https://www.golosinfo.org/articles/143611#1

4)      Единый день голосования в России , RIA Novosti ,08.09.2019, https://ria.ru/20190908/1558336245.html ?

5)      Избирательная система в РФ (типы, виды(,yopolis , http://yopolis.ru/wiki/vybory/izbiratelnyj-protsess/izbiratelnaya-sistema

6)      Федеральный закон "О выборах депутатов Государственной Думы Федерального Собрания Российской Федерации" от 22.02.2014 N 20-ФЗ (последняя редакция), http://www.consultant.ru/document/cons_doc_LAW_159349/

7)      Дистанционное электронное голосование, 8 сентября 2019,  http://www.cikrf.ru/analog/ediny-den-golosovaniya-2019/distantsionnoe-elektronnoe-golosovanie/

8)        Единый день голосования в России, RIA Novosti, 8-9-2019, https://ria.ru/20190908/1558336245.html

9)        8,2019 сентября. Единый день голосования. Он-лайн трансляция, rline.tv, 8-9-2019, https://www.rline.tv/news/2019-09-08-2019-8-sentyabrya-edinyy-den-golosovaniya-on-layn-translyatsiya/

10)      Состоялось 228-е заседание Центральной избирательной комиссии Российской Федерации, 2019/09/25, http://cikrf.ru/news/cec/44586/

11)        Интернет-выборы показали феноменальные результаты, https://www.pnp.ru/politics/internet-vybory-pokazali-fenomenalnye-rezultaty.html

12)      Доверие политикам, https://wciom.ru/news/ratings/doverie_politikam_1/

 

اضف تعليق